الى النقاد:ألشعر بين ألاسم والابداع

المقاله تحت باب  مقالات و حوارات
في 
06/09/2007 06:00 AM
GMT



للشعر كتّاب وأسماء كبيرة رسمت ملامح الاشكال الشعرية على مرّ العصور,فأنت لا تستطيع تجاهل اسماء مثل المتنبي وبشار بن برد والبحتري وأمريء القيس وووو الخ فالشعر هو الشيء الوحيد الذي يحسنه العرب!!.

حينما تطالع ايّ ديوان شعر عربي يمتلكك الغرور والرهبة لا سيما ان كان الكاتب علما كأدُونيس او درويش او الماغوط وغيره, لذا فأن الاسم يملك سلطة تجعلك اعمى تجاه النص وان تكلمت قالوا عنك"انك من جماعة خالف تُعرف".

لا شكّ ان لكل شخص والادباء خاصة اسماء مهمة ومفضّلة لديه, هناك من يعشق النوّاب او سعدي يوسف او غيرهم وهناك من يرى النوّاب او سعدي يوسف ابعد ما يكون عن الشعر , فهل هي مسألة ذائقة؟ام عنصرية تجاه الشكل الذي يكتبه الكاتب او قوميته او غيرها؟ام كان للنقاد الدور الكبير لجعلنا نصاب بالاغماء حينما يقال لنا"محمود درويش"؟.

وليس فقط محمود درويش فهناك انواع من الفوبيا مثل فوبيا الجواهري وفوبيا أدُونيس وفوبيا الماغوط وفوبيا أنسي الحاج كفوبيا الاماكن المرتفعة,اما فوبيا لوركا ونيرودا فيصاب بها الشاعر ويصاب ايضاً باسهال مزمن حينما تذكرهما أمامه.

وللروائيين فوبيا ماركيز وغراس وزولا و منيف وحنامينة"والله اسم هسه ماكو غيره؟" وللتشكيليين فوبيا دالي وفان كوخ وغيرهم.

النقاد عدة أنواع مثل:

1- ناقم او حاقد وليس ناقد:وهذا مختص بمهاجمة نوع من الابداع ويظل يلاحقه حتى يحطمه ويتحطم.

2- راقد:وهذا مختص بتحليل قصائد الشعراء الحداثويين كالأعشى والأبرش والأعور والأطرم وغيرهم.

3- فاقد:لمصداقيته ويكتب المقالة عن اي شاعر بباكيت كلواز او ربع عرق هبهب.

4- ناقد:وهذا ما لم اجده في الوسط الأدبي العراقي الا ما ندر"ولن اذكر اسماء".

لكل أديب هناك اراء حسب ما يراها هو,البعض يمجّد زيداً من الشعراء والاخر يحتقره,فما سبب ذلك؟.

الشاعر المشهور الذي يشارك بالمهرجانات ويستلم الجوائز ومن يطبع كتبه دار العودة ورياض الريّس والساقي لن تستطيع ان تتكلم عنه شيئا والا سيكفّرك بعض الادباء.

كان لي صديق شاعر شاب,قال لي مرة"ان اشعر المخلوقات هو نزار قباني!!"فطفقت اسرد له بعض الابيات التي كانت بداياتي افضل منها(على الرغم من انني لست بذلك الشاعر المبدع او ربما لست شاعراً أصلاً),فقال "كلا ,انه معنى عميق فيها ومن انت حتى تفهم ما يقوله قباني"؟,ثم ردد كلمة"المعنى في قلب الشاعر" فسألته "وما فائدة هذا الكلام ان كان معناه في قلب قباني؟ونحن –حسب قولك- لا نفهم شيئاً منه؟فسكت"الحجّي" ولم يتكلم.

لنفرض ان شاعراً مثل أدُونيس الذي يرشح لنوبل كل عام وهو مفكر كبير وناقد اكبر منه شاعراً,وطبعت مجاميعه في لندن وبيروت وغيرها"ليس كمجاميعنا الاستنساخ المتفحمة",لو ان أدُونيس قال:

يا بط يا بط

اسبح بالشط

قل للسمكة

اتت الشبكة

ماذا سيكون رد الادباء وخاصة العراقيين؟سينقسمون قسمين:

الاول:سيمجّدون هكذا قصيدة ,ويكتبون عنها دراسات مثل:"فلسفة النص في قصيدة ارخبيل البط لأدُونيس"وسينشرها كافكا مشكوراً,ثم يأتي الشعراء ويفككون النص:

يا بط:ترمز الى العلو وارتفاع الشأن لذات الشاعر وهو يخاطب البط بتكرار الجملة من منظار دراماتيكي.

اسبح بالشط:هنا يرغمه على مقارعة الاخطار لكي يحذّر السمكة من الشبكة فالقصيدة ذات مغزى انساني اكبر منه كمغزى شعري,ووووو الخ.

الثاني:سيأتي ببساطة ويقول انه ليس شعراً وهذا هو الاصح بنظري لكن غفر الله للنقاد,وبذلك سيغتاله جيش أدُونيس و"يصكوه"ويرمونه خارج المعنى.

وتستطيع ان تتلمس صحة قولي حينما تدخل اتحاد الادباء والكتاب العراقيين, لذا فأن الاسم له تأثيره,وطبع الدواوين ايضاً له تأثير فأي شخص يطبع ديوانه كأنه "أتٍ بما لم تستطعه الاوائل".

في الختام أقول دعونا ان ننظر الى النص قبل الاسم, انظروا هذا المقطع:

سأزورُ المكان الذي كان صيفاً لنا

بعدَ تَرْحالِنا

بَيْنَ شطآن يوليسَ، في ليلِ دِلفي،

وفي شمسِ هِيدْرا.

وسأمشي مثلما كُنْتُ أمشي

هائماً بينَ أشجارِهِ.

سأذكّرُ أزْهارَهُ ورياحينَهُ

بأريجِ لقاءَاتِنَا.

هل فهمتم شيئا؟هو لأدُونيس المرشح لنوبل "مع العلم لا يوجد احد يعشق أدُونيس مثلي ولم افهم من هذا المقطع اي شيء لكن اقرأوا هذا:

سأحنّط العصافير

لتبقى شاهداً على العصر

واعتقد ان الشعر يجب ان يكون هكذا وفي نفس الوقت دعونا ان لا نعبد الاسماء ولنبحث عن الابداع فالرجال تُعرف بالشعر لا الشعر يُعرف بالرجال وأقول للنقاد:فقط التفتوا الى شعرائنا الشباب لتروا الابداع على أصوله.

........

خارج المتن:عثر على جثة الكاتب علي الموسوي خارج المعنى وفوقه كتاب"هذا هو اسمي" وتبنى العملية جيش أدُونيس!!!.

قم المحتلة